Hamza_artist
فوضى عالمية : فهل من مخرج ؟ 13401713


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

Hamza_artist
فوضى عالمية : فهل من مخرج ؟ 13401713
Hamza_artist
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فوضى عالمية : فهل من مخرج ؟

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

عاجل فوضى عالمية : فهل من مخرج ؟

مُساهمة من طرف bertelin الأحد 27 ديسمبر 2009 - 17:07

فوضى عالمية : فهل من مخرج ؟ 660341

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فوضى عالمية : فهل من مخرج ؟
يعيش العالم اليوم عامة والعالم الإسلامي خاصة، حالة من الفوضى والاضطراب، واضحة ظاهرة جلية لكل ذي عينين.
‏وتطالعنا أجهزة الإعلام بأخبار كثيرة وصور متعددة تقشعر منها الأبدان وترتجف لها القلوب وتدمع لها العيون.
وبلغ هذا الفساد وهذه الجرائم حدا جعل كثيرا من الناس في الشرق والغرب على حد سواء تعلو أصواتهم وترتفع ‏شاكية صارخة تطلب الخلاص .
ولعل كل هذا هو مصداق لقول الله تعالى:
"ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ ‏أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" .
الروم 41
فهل يولد هذا الفساد نقيضه؟‏

‏المقصود من الفساد
والفساد المقصود في الآية يشمل نوعان .فساد عمل وفساد ‏مصائب عقوبة وجزاء .
اما الفساد الأول : فساد العمل فإنما هو المعاصى والشرور التي يرتكبها البشر من كفر ‏وفجور وإباحية وزنا وخمور ومخدرات وربا وأكل للأموال بالباطل وظلم وعدوان وقتل وسفك دماء .
وقد ظهر ‏فساد العمل هذا حتى رأينا في زماننا هذا الموبقات السبع تجتمع في شخص واحد كافرا كان أو مسلما وتصبح واقعا ‏معترفا به جهارا عيانا لا يشوبه حياء .
فإذا كانت الأديان كلها تقول للناس : " اجتنبوا السبع الموبقات"
فالحضارة ‏المعاصرة تقول للناس بملء فيها :
"تمتعوا بالسبع المغريات الزنا والقتل وغيرها .
وهكذا انطبق علينا اليوم قول الله ‏تعالى :
"ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ".‏
أما النوع الثاني من الفساد المقصود في الآية فهو المصائب التي تقع في الكون وعلى البشر عقوبة وجزاء من الله ‏تعالى بسبب شرورالناس ومعاصيهم .
وقد قال الله تعالى:
" وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ" .
الشورى 30
وقال :
"وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" .
السجدة 31
وقال :
"وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " .
الطور 47
وفساد المصائب هذا أنواع كثيرة ومن أمثلة المفسرين له قلة الزروع و كساد ‏التجارات وقلة المعاش .
ولعلنا نضيف إليها تلوث البيئة وخروق الغلاف الجوي وتسلط الجبابرة وطغيانهم وضعف ‏المؤمنين وإذلالهم .
والقائمة تطول .‏

رحمة الله في ظهور الفساد
ولكن من رحمة الله عز وجل من وفضله وحكمته :
" وإن الله بالناس لرءوف رحيم" ،
ما جعله الله في خاتمة هذه ‏الآية حين قال:
"ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" .
‏فرحمة الله عز وجل في ظهور الفساد في الأرض تتجلى في أمرين .
الأمر الأول قوله " لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا " ‏‏.
فالمصائب والشرور والعقوبات التي تحل بالبشر كافرهم ومؤمنهم ما هي إلا بعض الجزاء .
كما قال تعالى:
"وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا"
فاطر 45
وقال :
"وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ" .
الشورى 30
فلولا فضل الله ورحمتة لكان العذاب أشد وأشق وأكبر .
وإذا كان هذا العذاب الأدنى فما بال العذاب ‏الأكبر .
فإذا كنت أيها المسكين لا تطيق المصيبة الصغيرة فما بال الطامة الكبري .
يصيب أحدنا مثلا ألم بسيط في ‏جسده مثل وجع الضرس والأسنان فيسهر الليل وترتفع درجة الحرارة ويشكو صداع الرأس .
فإذا كان هذا وجع ‏الضرس وهو جزاء بعض ما كسبت فما بال عذاب الله الشديد في الأخرة مما جاءكم وصفه في القرآن من مثل قوله ‏تعالى :
(وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ).
إبراهيم 15-17

من هذه الآية وأمثالها تتبين للمسلم وتتضح له حقيقة ما يحدث في حاضره بل وما يحدث في مستقبله فإنه ما من شر ‏أو مصيبة إلا اثر من آثار الذنوب والمعاصي .
وهذا هو التفسير الإسلامي للتاريخ له شواهد حاضرة في عصرنا وله ‏شواهد كثيرة في سالف العصور والأزمان . ‏
ومن ذلك تتبين للمسلم بركة الدعاء :
"اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا"

الرجوع عن الفساد
أما الأمر الثاني من رحمة ‏الله عز وجل في ظهور الفساد ما قاله أيضا في خاتمة هذه الأية :
"ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي ‏النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" .
فظهور الفساد وذوق الناس لطعم مرارتة وكثرة آلامه وأضراره ‏وعموم البلوى به قد يكون سببا للناس لعلهم يرجعون عما هم فيه من المعاصى والذنوب فيكون رجوعم سبب في ‏تغيير الظلم ورفع العذاب وزوال الذل والاستضعاف .
وقد أكد الله عز وجل هذا حين قال :
" وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ .
السجدة 21
فالمصائب تؤدب العباد وتنقلب النقمة نعمة وهذا أمر عجيب أن ‏يولد الله عز وجل من الشئ نقيضه .
أفرأيتم كيف يضج العالم الإسلامي بل العالم كله بالشكوى والاحتجاج وترتفع ‏الأصوات مطالبة بالإصلاح والخلاص. ‏
ولعل ظاهرة الرجوع إلى الله تعالى بسبب ظهور الفساد مثل قول الله عز وجل في فعل الفاحشة حين قال:
" وَالَّذِينَ ‏إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا ‏وَهُمْ يَعْلَمُونَ . أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ" .
آل عمران 135
‏ففي هذه الأية أن جنس فعلهم للفاحشة وظلمهم أعقبهم ذكرا لله عز وجل وأعقبهم ندما واستغفارا وإقلاعا وتركا ‏للمعصية فلم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون قبح المعصية ويعلمون أن ما فيها من لذه لا يسوى ما يلحقهم بعدها ‏من مرارات وآلام ومهانة وضياع في الدنيا قبل الآخرة .
وقد روى الإمام أحمد عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو عَنْ النَّبِيّ ‏صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَر :
" اِرْحَمُوا تُرْحَمُوا وَاغْفِرُوا يُغْفَر لَكُمْ وَيْل لِأَقْمَاعِ الْقَوْل وَيْل لِلْمُصِرِّينَ ‏الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ .‏
‏ فسبحان الله الذي له في خلقه شئون .
فعلوا الفاحشة فأذكرتهم الله وظهر الفساد في البر والبحر فأحدث رجوعا لله ‏وسعيا للإصلاح والتغيير .
ونشهد هذا الرجوع إلى الله عز وجل من ظهور الفساد ماثلا أمام أعينا فنحن نشهد تحولا ‏وتغيرا في مواقف الغرب ما كان لأحد أن يحلم بها لولا ظهور الفساد ونشهد إصلاحا وعلوا للإسلام ما كان ليحدث ‏لولا ظهور الفساد .‏

فهل يعطينا ذلك الأمل والتفاؤل أن هذا الفساد وهذا الشر سيولد ما يغيره ويبدله فيقلبه خيرا وصلاحا؟
اللهم نعم!

الحكمة من الإبتلاءات
السؤال:
أسمع كثيرا عن أن هناك حِكَماً عظيمة لوقوع الابتلاء على الناس ، فما هي هذه الحكم ؟.
الجواب :
الحمد لله نعم للابتلاء حكم عظيمة منها :
1- تحقيق العبودية لله رب العالمين
فإن كثيراً من الناس عبدٌ لهواه وليس عبداً لله ، يعلن أنه عبد لله ، ولكن إذا إبتلي نكص على عقبيه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين , قال تعالى :
( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ )
الحج/11 .
2- الإبتلاء إعداد للمؤمنين للتمكين في الأرض
قيل للإمام الشافعي رحمه الله : أَيّهما أَفضل : الصَّبر أو المِحنة أو التَّمكين ؟
فقال : التَّمكين درجة الأنبياء ، ولا يكون التَّمكين إلا بعد المحنة ، فإذا امتحن صبر ، وإذا صبر مكن .
3- كفارة للذنوب
روى الترمذي (2399) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه ، وولده ، وماله ، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة )
رواه الترمذي (2399) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2280) .
وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) .
رواه الترمذي (2396) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1220) .
4- حصول الأجر ورفعة الدرجات
روى مسلم (2572) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً ، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً ) .
5- الإبتلاء فرصة للتفكير في العيوب ،
عيوب النفس وأخطاء المرحلة الماضية
لأنه إن كان عقوبة فأين الخطأ ؟
6- البلاء درسٌ من دروس التوحيد والإيمان والتوكل
يطلعك عمليّاً على حقيقة نفسك لتعلم أنك عبد ضعيف ، لا حول لك ولا قوة إلا بربك ،
فتتوكل عليه حق التوكل ، وتلجأ إليه حق اللجوء ،
حينها يسقط الجاه والتيه والخيلاء ، والعجب والغرور والغفلة ، وتفهم أنك مسكين يلوذ بمولاه ، وضعيف يلجأ إلى القوي العزيز سبحانه .
قال ابن القيم :
" فلولا أنه سبحانه يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء لطغوا وبغوا وعتوا ،
والله سبحانه إذا أراد بعبد خيراً سقاه دواء من الابتلاء والامتحان على قدر حاله ، يستفرغ به من الأدواء المهلكة ،
حتى إذا هذبه ونقاه وصفاه : أهَّله لأشرف مراتب الدنيا ، وهي عبوديته ، وأرفع ثواب الآخرة وهو رؤيته وقربه "
انتهى .
" زاد المعاد " ( 4 / 195 ) .
7- الإبتلاء يخرج العجب من النفوس ويجعلها أقرب إلى الله .
قال ابن حجر : " قَوْله :
( وَيَوْم حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتكُمْ )
رَوَى يُونُس بْن بُكَيْر فِي " زِيَادَات الْمَغَازِي " عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس قَالَ :


قَالَ رَجُل يَوْم حُنَيْنٍ : لَنْ نُغْلَب الْيَوْم مِنْ قِلَّة , فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَتْ الْهَزِيمَة ..
"
[center]قال ابن القيم زاد المعاد (3/477) :
" واقتضت حكمته سبحانه أن أذاق المسلمين أولاً مرارة الهزيمة والكسرة مع كثرة عَدَدِهم وعُدَدِهم وقوة شوكتهم ليضع رؤوسا رفعت بالفتح ولم تدخل بلده وحرمه كما دخله رسول الله واضعا رأسه منحنيا على فرسه حتى إن ذقنه تكاد تمس سرجه تواضعا لربه وخضوعا لعظمته واستكانة لعزته "
انتهى .
وقال الله تعالى: (وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ)
آل عمران/141 .
قال القاسمي (4/239) :
" أي لينقّيهم ويخلّصهم من الذنوب ، ومن آفات النفوس . وأيضاً فإنه خلصهم ومحصهم من المنافقين ، فتميزوا منهم ...
ثم ذكر حكمة أخرى وهي ( ويمحق الكافرين ) أي يهلكهم ، فإنهم إذا ظفروا بَغَوا وبطروا ،
فيكون ذلك سبب دمارهم وهلاكهم ، إذ جرت سنّة الله تعالى إذا أراد أن يهلك أعداءه ويمحقهم قيّض لهم الأسباب التي يستوجبون بها هلاكهم ومحقهم ،
ومن أعظمها بعد كفرهم بغيهم وطغيانهم في أذى أوليائه ومحاربتهم وقتالهم والتسليط عليهم ...
وقد محق الله الذي حاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأصروا على الكفر جميعاً



"
انتهى .
8- إظهار حقائق الناس ومعادنهم . فهناك ناس لايعرف فضلهم إلا في المحن .
قال الفضيل بن عياض : " الناس ما داموا في عافية مستورون ، فإذا نزل بهم بلاء صاروا إلى حقائقهم، فصارالمؤمن إلى إيمانه ، وصارالمنافق إلى نفاقه " .
ورَوَى الْبَيْهَقِيُّ فِي "الدَّلائِل" عَنْ أَبِي سَلَمَة قَالَ : اُفْتُتِنَ نَاس كَثِير - يَعْنِي عَقِب الإِسْرَاء - فَجَاءَ نَاس إِلَى أَبِي بَكْر فَذَكَرُوا لَهُ فَقَالَ : أَشْهَد أَنَّهُ صَادِق .
فَقَالُوا : وَتُصَدِّقهُ بِأَنَّهُ أَتَى الشَّام فِي لَيْلَة وَاحِدَة ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة ؟
قَالَ نَعَمْ , إِنِّي أُصَدِّقهُ بِأَبْعَد مِنْ ذَلِكَ , أُصَدِّقهُ بِخَبَرِ السَّمَاء ,
قَالَ : فَسُمِّيَ بِذَلِكَ الصِّدِّيق ".
9- الإبتلاء يربي الرجال ويعدهم
لقد اختار الله لنبيه صلى الله عليه وسلم العيش الشديد الذي تتخلله الشدائد ، منذ صغره ليعده للمهمة العظمى التي تنتظره والتي لا يمكن أن يصبر عليها إلا أشداء الرجال ،
الذين عركتهم الشدائد فصمدوا لها ، وابتلوا بالمصائب فصبروا عليها .
نشأ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتيماً ثم لم يلبث إلا يسيرا حتى ماتت أمه أيضاً .
والله سبحانه وتعالى يُذكّر النبي صلّى اللّه عليه وآله بهذا فيقول :
( ألم يجدك يتيماً فآوى ) .
فكأن الله تعالى أرد إعداد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على تحمل المسئولية ومعاناة الشدائد من صغره .
10- ومن حكم هذه الإبتلاءات والشدائد :
أن الإنسان يميز بين الأصدقاءالحقيقيين وأصدقاء المصلحة
كما قال الشاعر:
جزى الله الشدائد كل خير ..... وإن كانت تغصصني بريقـي
وما شكري لها إلا لأني عرفت بها ..... عدوي من صديقي
11- الإبتلاء يذكرك بذنوبك لتتوب منها
والله عز وجل يقول :
( وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيئَةٍ فَمِن نفسِكَ ) النساء/79 ،
ويقول سبحانه :
( وَمَا أَصابَكُم من مصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيكُم وَيَعفُوا عَن كَثِيرٍ )
الشورى/30 .
فالبلاء فرصة للتوبة قبل أن يحل العذاب الأكبر يوم القيامة ؛ فإنَّ الله تعالى يقول :
( وَلَنُذِيقَنهُم منَ العَذَابِ الأدنَى دُونَ العَذَابِ الأكبَرِ لَعَلهُم يَرجِعُونَ )
السجدة/21 ،
والعذاب الأدنى هو نكد الدنيا ونغصها وما يصيب الإنسان من سوء وشر .
وإذا استمرت الحياة هانئة ،
فسوف يصل الإنسان إلى مرحلة الغرور والكبر ويظن نفسه مستغنياً عن الله ،
فمن رحمته سبحانه أن يبتلي الإنسان حتى يعود إليه .
12- الإبتلاء يكشف لك حقيقة الدنيا وزيفها وأنها متاع الغرور
وأن الحياة الصحيحة الكاملة وراء هذه الدنيا ، في حياة لا مرض فيها ولا تعب
( وَإِن الدارَ الآخِرَةَ لَهِىَ الحَيَوَانُ لَو كَانُوا يَعلَمُونَ )
العنكبوت/64 ،
أما هذه الدنيا فنكد وتعب وهمٌّ :
( لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ في كَبَدٍ ) البلد/4 .
13- الإبتلاء يذكرك بفضل نعمة الله عليك بالصحة والعافية
فإنَّ هذه المصيبة تشرح لك بأبلغ بيان معنى الصحة والعافية التي كنت تمتعت بهما سنين طويلة ،
ولم تتذوق حلاوتهما ، ولم تقدِّرهما حق قدرهما .
المصائب تذكرك بالمنعِم والنعم ، فتكون سبباً في شكر الله سبحانه على نعمته وحمده .
14- الشوق إلى الجنة
لن تشتاق إلى الجنة إلا إذا ذقت مرارة الدنيا , فكيف تشتاق للجنة وأنت هانئ في الدنيا ؟
فهذه بعض الحكم والمصالح المترتبة على حصول الإبتلاء وحكمة الله تعالى أعظم وأجل .
والله تعالى أعلم .

اخوكم بوعلام
[/center]
bertelin
bertelin
المدير العام
المدير العام

عدد مشآرڪآتي: عدد مشآرڪآتي: : 2396

جْــنــسِےْ• : ذكر

بَــــلـــَـدِے• : algeria
alger

نْـقٌٍـآطُْـيَـے• نْـقٌٍـآطُْـيَـے• : 4909
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 23/07/2009

الأوسمة وسام كبار الشخصيات

http://www.forum-setif.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عاجل رد: فوضى عالمية : فهل من مخرج ؟

مُساهمة من طرف kemofo616 الثلاثاء 25 مايو 2010 - 21:29

جعله الله في ميزان حسناتك
kemofo616
kemofo616
مشرف عام

مشرف عام

عدد مشآرڪآتي: عدد مشآرڪآتي: : 5339

عًٍـمـًرٌٍيَے• : 32

جْــنــسِےْ• : ذكر

بَــــلـــَـدِے• : مزلوق سطيف

نْـقٌٍـآطُْـيَـے• نْـقٌٍـآطُْـيَـے• : 6680
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 25/11/2009

الأوسمة وسام المشرف المميز

https://www.facebook.com/#!/profile.php?id=100001262201567

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى